هل يجوز بيع المصحف،القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي أنزله على نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام- ،وقد حفظه المسلمون في صدورهم ولم يكتبوه، ولكن بعد ذلك كان هناك حاجة ملحة لكتابته ونسخه خوفا من ضياعه فبدأ المسلمون بكتابه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ومع تطور العصر وتقدم العالم أصبح القرآن الكريم الآن يطبع في مطابع كبيرة، ثم يباع في المكتبات وغيرها، وعندها اختلف أهل العلم في جواز بيع المصاحف وسنعرض لكم في هذا المقال أبرز آرائهم.

ينقسم العلماء في رأيهم في بيع المصحف إلى قسمين

أجاز علماء بيعه وهم المالكية.

وقد أباح العلماء بيع المصحف ولكن ببغض وهم الشافعيون.

العلماء الذين نهوا عن بيع القرآن هم الحنابلة.

وجمهور العلماء الذين أباحوا بيع المصحف يقولون إنه يقع في الأوراق والمجلدات والحبر، وكل ذلك مباح، فيجوز بيعه.

وجمهور العلماء الذين نهوا عن البيع ينسبون ذلك إلى أهمية تمجيد القرآن باعتباره كتاب الله، ولا ينبغي التقليل من شأنه.

مع العلم أن من كان قادرا على إعطاء القرآن مجانا له أجر عظيم.

ما الأدلة على أقوال علماء الدين في حكم بيع المصحف

حكم بيع المصحف للمالكيين:

واستشهدوا ببعض آيات القرآن الكريم في جواز بيع المصحف. هذه الآيات هي:

سورة الأنعام الآية رقم 119 {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ }.

سورة البقرة الآية رقم 275 {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ هؤلاء هم أصحاب النار يبقون فيها.}

كما استشهدوا ببعض الأحاديث النبوية، ومنها

وروى البيهقي عن عبد الله بن عبا:س رضي الله عنهما أن مروان بن الحكم سئل عن بيع المصحف للتجارة فقال لا نظن نجعله مخزن، ولكن ما تفعله بيديك، فلا حرج في ذلك. (حديث ضعيف)

فلو كان بيع المصحف ممنوعا، لكان الله بيننا ذلك. دائما ما يحتاج الناس القرآن الكريم، ويقال أن القرآن بيع في عهد عثمان بن عفان.

البيع بالورق والحبر والجلود لا لقول الله تعالى.

حكم بيع المصحف عند الشافعية:

ويقول الشافعيون إن بيع المصحف جائز ولكنه مكروه، ويستدلون برأيهم ببعض الأدلة من الصحابة.

وروى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يمر بأصحاب القرآن فيقول تجارة الشر.

قال البيهقي عن عبد الله بن شقيق الأنصاري رضي الله عنه قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا بيع القرآن.

قال البيهقي وأشباهه عن ابن مسعود- رضي الله -عنه كره بيع المصحف وبيعه.

حكم بيع المصحف عند الحنابلة

واستند الحنابلة في رأيهم إلى تحريم بيع القرآن بأن تمجيد القرآن واجب وليس بيعه.

ما أخرجه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه، قال كنت أتمنى أن تقطع اليدين عند بيع المصحف.

ما حكم بيع مصحف عند ابن عثيمين

لشيخنا الجليل ابن عثيمين- رحمه الله -فتاوى كثيرة، لدرجة أن عددًا كبيرًا من المسلمين يبحثون عن رأيه في الأمور الدينية لأخذها والعمل على أساسها، ومنها بالتأكيد شراء المصحف.، وهذا ما نمر به في الأسطر التالية.

يقول ابن عثيمين لا حرج في بيع مصاحف المصحف، إذا كان هذا هو ما تدعو إليه الضرورة والضرورة.

يعطينا مثالاً على ذلك أن هناك مسلمًا لا يملك مصحفًا ويحتاجه، ولكن عنده مال، وهنا يمكن أن يستخدم المال في شراء المصحف، وهنا جائز شراء المصحف لسبب. الضرورة القصوى والحاجة إليها.

ابن عثيمين يرد على من نهى عن بيع المصحف، حرصا على عدم تعرضه للفتنة والسب.

ما رأي ابن باز في بيع المصحف

ابن باز من أشهر المشايخ وله العديد من الفتاوى المهمة والتفسيرات البسيطة للمسلمين حول التعرف على دينهم.

يرى ابن باز أنه لا حرج في بيع المصحف.

ويرتكز ابن باز في هذا الرأي على أن القرآن الكريم ليس ما يُباع، بل هو بيع الأوراق التي كُتب عليها القرآن.

لذلك يقول لا حرج في شراء المصحف وإنفاق المال عليه بشرط أن يكون الغرض من شرائه

للقراءة الشخصية.

إعطائها لمن يقرأ القرآن الكريم ويستفيد منه.

ضعه في المسجد.

تفاصيل حككم بيع المصاحف الملونة

انتشرت المصاحف الملونة منذ فترة لفت الأنظار، ويعتقد من اشتراها أنها زادت من طلبها على قراءة القرآن الكريم لما فيه من ألوان مبهجة، وحكم ذلك سنتعرف عليه في هذه الفقرة.

كما في المستجدات، انقسم أهل العلم على بيع المصحف الملون، أو حتى استعماله.

الرأي الأول:

لقد رفض هذه الفكرة، لأنهم يرون أن تسمية القرآن بقرآن باربي مسيء وابتذال للقرآن.

يجب أن يكون القرآن بعيدًا عن أي سخافات جديدة.

رغم أن البعض يعتقد أن فكرة الألوان جذابة للمرأة، إلا أنهم يعتقدون أن الأصل في القرآن ليس سلعة بحيث يمكن أخذ الأذواق المختلفة في الاعتبار عند بيعها، ويؤكدون أن بعض العلماء قد نهى. بيع المصحف.

قال ابن قدامة في “المغني” قال أحمد لا أعلم أن القرآن في إجازة. وأرخص للشراء. قال الشراء أيسر. وابن عمر وابن عباس وأبو موسى وسعيد بن جبير واسحق مكروه بيعها. قال ابن عمر كنت أتمنى أن تقطع اليدين عند بيعها .. وكره الحسن والحكم وعكرمة والشافعي وأهل الرأي. لأن البيع على الجلود والورق، وبيعه جائز. عندنا قول الصحابة – رضي الله عنهم – ولم نكن نعلم بمخالفتهم لهم في زمانهم، ولأنه يتضمن كلام الله تعالى، فيوجب حمايته من البيع والابتذال. .

رأي ثاني:

لا حرج في اقتناء مصحف ملون، خاصة إذا كان التلوين لتوضيح الدقة والقواعد.

يستدلون برأيهم على أن السلف الصالح كانوا يلونون القرآن ويستخدمون الذهب والفضة في تزينه. كما استخدموا الألوان لتمييز الرسم القرآني والتحكم في الحروف، وللتفريق بين مواقع الحروف المتحركة.

وهم يؤكدون أن تزيين القرآن لا يمكن أن يضيع أو يقلل من قيمة القرآن ومكانته.

قال أبو هريرة إذا زينت قرآنك وزينت مساجدك، فإن الهلاك يكون عليك. رواه سعيد بن منصور في سننه

ماذا أقول عند شراء المصحف

إذا كنت تسأل عزيزي القارئ عن دعاء يقال عند شراء القرآن، فيمكنك ترديد أكثر الأدعية والأحاديث الحبيبة على قلبك

هل نقول كم كلف القرآن؟ او كم ثمن المصحف؟ لمعرفة الجواب لا بد من التفريق بين القرآن الكريم والقرآن الكريم.

القرآن الكريم هو كلام الله الذي هو كتاب الله والقرآن الكريم الذي هو كتاب يتضمن القرآن الكريم، في سياق أن عملية الشراء تتم للأوراق والجبر والجلود فقط، ويجب على صاحب العمل أن يضع المصحف على الرف ويأخذ بالمقابل. مسائل رمزية تعادل ثمن التكلفة فقط.

الخلاصة في حكم بيع القرآن الكريم،بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فقد اختلف أهل العلم في جواز بيع المصاحف فذهب الجمهور إلى جواز بيعها، ومنهم: المالكية والحنفية والشافعية؛ إلا أن الشافعية صرحوا بالكراهة، فيجوز عندهم بيع المصحف مع الكراهة. وذهب آخرون إلى المنع وهو قول الحنابلة، ولكن الراجح قول الجمهور لأن البيع إنما يقع على الأوراق والمداد ودفتي المصحف وبيع ذلك جائز. إلا أن الواجب تعظيم كتاب الله عز وجل وصيانته عن الامتهان، ولذلك فالأولى أن يوضع المصحف في رفِّ خاصِّ به للبيع، ولكن ومع ذلك فإذا وضع مع غيره بما لا يقصد به الإهانة فلا بأس بذلك.