لماذا سمي الجمل بسفينة الصحراء يعتبر الجمل من أكثر الحيوانات التي لديها القدرة على التكيف مع التغيرات في البيئة المحيطة به، لذلك أطلق عليها العديد من الألقاب، بما في ذلك سفينة الصحراء وأب الصبر، كما أخذها العرب القدماء كوسيلة من وسائل المواصلات والسفر في رحلاتهم، وقد ضرب الله تعالى القدوة في كتابه قال الرسول الكريم “ألا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت” وهذا يدل على معجزة الله عز وجل في خلق البعير، ومن خلالها سنتعرف على مواصفات الإبل ولماذا سمي الجمل بسفينة الصحراء.
لماذا يسمى الجمل بسفينة الصحراء
حصل الجمل على لقب سفينة الصحراء لما تتمتع به من خصائص فيزيائية تمكنه من التكيف وتحمل الحياة الصحراوية، واستخدمها العرب للتنقل خلال رحلاتهم الطويلة في الماضي.
أصل وتاريخ الجمل
تعود علاقة الإنسان بالجمل إلى ما يقرب من 1800 عام، حيث يعتبر الجمل من أقدم الحيوانات التي استأنف الإنسان معها، وكان قادرًا على تسخيرها لخدمته في تلبية احتياجاته عن طريق نقل متعلقاته من مكان إلى آخر. بالإضافة إلى الاعتماد عليه في تحركاته. يمكن للجمل أن يحمل على ظهره حوالي 300 كيلوغرام، ويمكنه أن يرتفع مع هذا الحمل.
لذلك يحتل الجمل مكانة مرموقة تعود إلى آلاف السنين في تاريخ العرب وتراثهم، حيث كان الجمل يعتبر رفيق البدو في حياته وحلّه وأسفاره. لأن الله أعطاه القدرة على تحمل قسوة الحياة في الصحراء، والتكيف مع طبيعتها القاسية، بما في ذلك الحرارة الشديدة وندرة المياه والشمس الحارقة، حتى عرفت في التاريخ باسم “سفينة الصحراء”.
الخصائص الفيزيائية للجمل
ومن أهم خصائص الجمل التي تساعده على تحمل قسوة الصحراء ما يلي
- يتميز الجمل بوجود سنام، أو حدبتين، والسنام شكل بيضاوي يوجد على ظهر البعير ووزنه ثقيل. يستخدم السنام لتخزين الدهون لاستخدامها لاحقًا من قبل الإبل كمصدر للطاقة أثناء العيش في الصحراء. يتبادر إلى أذهان معظم الناس أن السنام يستخدم لتخزين المياه، وحقيقة أن السنام يستخدم لتخزين الدهون.
- يمتاز الجمل بطوله، إذ يبلغ طول الجمل نحو سبعة أقدام.
- يتميز الجمل بقدرته الهائلة على شرب الماء دفعة واحدة، حيث يمكنه شرب ما يقارب 40 جالونًا. بالإضافة إلى قدرة الإبل على تخزين الماء في أجسامها لاستخدامها في الأوقات التي لا تتوافر فيها مصادر المياه.
- تحتفظ مثانة الجمل بالبول وعندما تشعر بالعطش تقوم بتحويل البول إلى أحماض أمينية تتكون من البروتين والماء بواسطة بكتيريا خاصة موجودة في معدتها.
- يستطيع الجمل أن يمشي لمسافات طويلة جدًا دون تعب أو ملل.
- يعيش البعير طويلا حيث يعيش مدة قد تصل إلى خمسين عاما.
- يمكن للجمل أن يقاوم الجوع، ويمكن أن يبقى بدون طعام لفترة طويلة من الزمن دون أن يصاب بالجفاف.
- وللجمل أنف كبير مجعد، به فتحتان كبيرتان تحتفظان ببخار الماء عند الضرورة. كما يمكن إغلاقه في حالات سوء الأحوال الجوية مثل منع الرمال من دخول جسمه.
- يتميز الجمل بأن فمه ينقسم إلى قسمين مما يساعده على تناول الطعام بسهولة، كما أن تشقق شفته يساعده على أكل النباتات الشوكية دون أن يصاب بأذى.
- الإبل حيوانات مسالمة ولطيفة، لذا فهي تمتلك القدرة على العيش بين البشر، وتتشكل علاقة اجتماعية وثيقة.
- لديه القدرة على تخزين الطعام والماء في أكياس داخل معدته ومن ثم استعادتها عند الحاجة وإعادة مضغها.
- توجد في رقبة الجمل غدد لعابية خاصة تعمل على ترطيب النباتات الجافة، وبالتالي يمكنها أكل أي نوع من الطعام.
- لها جلد سميك للغاية يساعدها على تحمل لسعات الحشرات وحرارة الهواء، كما أن نسالها يعكس ضوء الشمس مما يساعدها في الحفاظ على درجة حرارة ثابتة.
- الغدد العرقية للإبل قليلة جدًا، مما يقلل من فقدان الماء ويحافظ على سوائل الدم عند درجات حرارة عالية.
- وله القدرة على ضبط درجة حرارته لتتلاءم مع الجو، والجمل من ذوات الدم الحار. تبلغ درجة حرارة جسمه الطبيعية 42 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض في الليل إلى 34 درجة مئوية.
- عيون الجمل لها جفون شفافة يمكن أن تنغلق عند حدوث عواصف ترابية في الصحراء، بينما لا تزال قادرة على الرؤية. رموشه طويلة لحماية عينيه.
- جسده مهيأ لاستهلاك أقل قدر ممكن من الأكسجين عندما ترتفع درجة الحرارة، وبالتالي فإن معدل الأيض لديه منخفض.
- قدميه على شكل شبشب، وهما متصلتان ببعضهما البعض، مما يساعده على التحرك فوق الناعم دون حفر قدميه في الرمال. وهذا يعطيه سرعة في الحركة والحركة.
- يتسم الجمل بالكراهية بمعنى الانتقام عند تعرضه للتحرش.
- يمتلك الجمل ذاكرة قوية للغاية، حيث يستطيع الجمل أن يحفظ الأماكن التي زارها من قبل، أو مكان ولادته.
- يتميز الجمل بقدرته على البكاء في حالات الحزن عند موت الجمل أمامه. ولوحظ أيضا أن البعير يبكي عند ذبحه.
- وللجمل عدة أصوات منها الحنين الذي يصدره في أوقات الحزن والرغوة التي يصدرها عند الشعور بالملل والرضا عن النفس التي يصدرها في أوقات الفرح. ويصوت صوت البط ويجعلها عندما يشعر بالتعب من الأحمال الثقيلة على ظهره.
ماذا يأكل الجمل
يعتمد الجمل بشكل أساسي في غذائه على الأعشاب والنباتات مثل الأشواك والأوراق الجافة والبقوليات. كما أنه يأكل التراب أحيانًا، وأوضح العلماء ذلك لحاجته إلى أملاح معينة لا توجد في طعامه.
وأحياناً يقوم مربو الإبل بإطعام إبلهم، وذلك للتخلص من مرض يسمى “الحين”، ومن أعراضه أن الإبل تشعر بالعطش الدائم. وقد يؤدي المرض إلى موت الإبل إذا لم يعطه ثعبانًا يعمل سمه على علاجه برفع درجة حرارة جسمه.
ولعل أغرب طعام يأكله الجمل أنه يأكل نفسه، وهذا يحدث عندما يشعر بألم في منطقة من جسمه. يبدأ في أكله معتقدًا أنه سيخلصك من الألم.
وهكذا وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن سبب تسمية الجمل بسفينة الصحراء، واستعرضنا أصل وتاريخ الإبل، وأهم صفات الإبل التي لا نستطيع. تعدادها في هذا المقال، لأن العلماء لم يتمكنوا من اكتشاف كل أسرارها حتى الآن.