أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء ليكونوا مبشرين ومنذرين، ويدعوا العباد لترك عبادة العباد والتوجه إلى عبادة رب العباد، ولقد اصطفى الله عباده المخلصين والمطهرين لآداء رسالته وتبليغ الدعوة، فيجب على النبي أن يكون صبوراً وحسن الخلق مع الناس ويكون قدوة لهم في الأقوال والأفعال، ويكون مترفعاً عن الوقوع في الزلات والآثام، ولقد ذكر الله تعالى في كتابة العزيز عدد من أسماء الرسل والأنبياء الذين بعثهم، وذكر النبي محمد صلّ الله عليه وسلم عدد آخر، وهناك أسماء من الأنبياء والرسل التي لم يرد ذكرها،

ما الفرق بين الأنبياء والرسل

بعث الله الأنبياء والرسل لهداية الناس وإرشادهم إلى طريق الخير والصلاح والتوحيد، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول، فالرسول أخص والنبي أعم، والنبي في التعريف الشرعي هو كل من نزل عليه الوحي من الخالق سبحانه وتعالى، أما الرسول فهو من أوحي له من الخالق سبحانه وتعالى بشريعة جديدة، ولقد اجتهد العديد من العلماء والفقهاء في معرفة عدد الأنبياء والرسل التي ذكروا في القرآن الكريم، ولأي قوم أرسلوا، يذكر أنّ الأحاديث الواردة عن النبيّ -عليه السّلام- في أعداد الأنبياء والرسل متعدّدةٌ، كما تختلف وتتفاوت في صحّتها، وبما أنّ الله تعالى يذكر في كتابه الكريم أنّ هناك رسلاً لم يقصص على نبيه قصصهم.

عدد الرسل الذين ورد ذكرهم في القران الكريم

عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن خمسة وعشرون نبياً ورسولاً، منهم ثمانية عشر نبياً ورسولا ذكرت أسماؤهم في موضع واحد من القرآن في سورة الأنعام، في قوله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ {الأنعام: 82-86}، كما ورد سبعة آخرين في مواضع اخرى وهم إدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وآدم ونبينا محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين.

صفات الأنبياء والرسل

إن التعرف على عدد الأنبياء والرسل الذين ورد ذكرهم في القران الكريم، يقتضي التعرف على صفاتهم صلوات الله عليهم أجمعين، ومن صفات الرسل والأنبياء:

  • البشرية: فالأنبياء والرسل جميعهم من البشر، ولكن اصطفاهم الله سبحانه وتعالى وزكّاهم على باقي النّاس، وجمّلهم بأفضل الأخلاق وأعظمها، قال تعالى في سورة آل عمران: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
  • الصدق: فيجب أن يكون النبيّ قد اشتهر في قومه بصدقه وذلك حتى قبل رسالته؛ حتى يتسنّى للناس أن يُصدّقوا ما جائهم به، ولقد عُرف أنبياء الله تعالى بالصدق دوماً، وعرفوا بين أقوامهم بالصدق والأمانة.
  • القدوة الحسنة: فجميع الأنبياء والرسل كباقي البشر، ولكنّ ما يميّزهم عن سائر الخلق فيما عدا الرسالة والوحي، أنّهم القدوة الحسنة لأممهم، قدوةٌ في أخلاقهم وعملهم وطاعتهم وعباداتهم، وتقربهم من الله تعالى بالأقوال والأعمال.
  • الأمانة: وهي صفةٌ مقترنةٌ بالصدق، كما أنّ الكذب مقترنٌ بالخيانة، ولا يمكن أن يرسل الله تعالى نبيّاً علم فيه طبع الخيانة والكذب.