أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون نور هداية وطريق مستقيم للمسلمين، وبعث معه الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم مفسراً وموضحاً للأحكام والتشريعات الواردة فيه، فبعض السور نزلت على الرسول في المدينة المنورة، وبعض السور نزلت في مكة المكرمة، ولقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن من الضياع والتحريف إلى يوم الدين وهو المعجزة الخالدة ليوم القيامة،

كم سنة ظل القران ينزل

لم ينزل القرآن الكريم جملة واحدة، بل نزل مفرقاً على سنوات عديدة، فالايات القرآنية التي نزلت في مكة المكرمة جاءت عامة وتوضح التعاليم والقواعد الإسلامية والإيمانية بصورة شاملة، بينما جاءت الآيات القرآنية في المدينة المنورة مفصلة وموضحة للأحكام والفرائض والتشريعات، ولقد نزل القران على مهل حتى يتدبروا ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه، “ونزلناه تنزيلا”، ومدة نزول القرآن الكريم على الرسول صلّ الله عليه وسلم في مدة تقدر بثلاث وعشرين سنة، وهي المدة التي تمتد من بعثة رسول الله حتى وفاته والله تعالى أعلى وأعلم.

كم سنة ظل القران ينزل في المدينة بعد الهجرة

لقد استمر نزول القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة الفترة التي عاشها في المدينة المنورة، وهي عشر سنين، وكان آخر ما نزل منه – على الراجح – قول الله تعالى في سورة البقرة: وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ، وقد قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال، ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول، كما جاء في الإتقان، وأسباب النزول، وغيرهما.

الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقاً

نزول القرآن الكريم مفرقاً على الرسول صلّ الله عليه وسلم كان رحمة من الله تعالى، وكان سبب في ثبات قلبه وتجديد قوته، فنزول الملك باستمرار على الرسول كان أحد الأسباب التي تدخل السرور على قلب رسولنا الكريم، ونزل القرآن مفرقا حسب الحوادث والأحوال والوقائع والظروف، على اختلاف الكتب السماوية الاخرى التي نزلت على الرسل دفعة واحدة، كما أنه أنسب لحفظه في صدور المؤمنين وقد يصعب على المسلمين حفظه في حال نزوله مرة واحدة.