دل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع على فرضية صلاة الجمعة، حيث قال تعالى في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) وقال صلى الله عليه وسلم: “لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ، أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ علَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ” واجمع المسلمين ايضاً على وجوب صلاة الجمعة، ولكن ما هي شروط صلاة الجمعة عدد المصلين؟ وهل الإقامة من شروط صلاة الجمعة؟

شروط صلاة الجمعة

تنقسم شروط صلاة الجمعة الى ثلاثة اقسام رئيسية، وهي شروط صلاة الجمعة للصحة والوجوب معاً، و شروط صلاة الجمعة للوجوب فقط، و شروط صلاة الجمعة للصحة فقط، وهي على النحو الآتي:

شروط صلاة الجمعة للصحة والوجوب معاً

حيث أن هذه الشروط التي يلزم من فقدها بطلان الصلاة، وعدم المطالبة بفعلها وهي 3 شروط أساسية:

  • البلدة الجامعة: وقالت الحنفية في هذا الأمر أن يكون المكان الذي تقام فيه صلاة الجمعة مصراً من الامصار، أي بمعنى كل بلدةٍ عُيِّن فيها قاضٍ تُرفع إليه الدعاوى والخصومات، ويلحق بالمصر ما حوله من القرى المجاورة المتصلة والمعدودة من مصالحه، بشرط أن تكون قرب المصر حتي يستطيع أهلها حضور صلاة الجمعة، واشترط المالكية ان تقام في مكان صالح للاستيطان، حيث تصح اقامتها في الأبنية ولا تصح في مناطق الخيام، وقال الشافعية اشتراط اقامتها في خطة ابنية سواء في قرية او بلدة، والحنابلة قالوا عدم اشتراط إقامة صلاة الجمعة في البنيان، حيث يجوز أن تقام فيما قارب البنيان من الصحراء.
  • دخول الوقت: قال المالكية والحنفية والشافعية على أن وقت صلاة الجمعة هو نفسه وقت صلاة الظهر، حيث يستمر وقتها الى حين دخول وقت العصر، فإذا خرج وقت الظهر سقطت الجمعة، واستبدل بها الظهر، لأن صلاة الجمعة لا تقضى اذا فاتت، ويشترط دخول وقت الظهر من ابتداء الخطبة، فعندما يبتدأ الخطيب خطبته قبل وقت الظهر لا تصح الجمعة، حتى وان وقعت الصلاة داخل الوقت، وقال الحنابلة أن أول وقت لصلاة الجمعة هو اول وقت لصلاة العيد، والله أعلم.
  • اذن السلطان: حيث اشترط الحنفية وجود اذن من السلطان لإقامة صلاة الجمعة او حضوره الى الصلاة او حضور نائب رسمي عنه، حيث كانت في عهد الرسول هكذا، والخلفاء الراشدين من بعده، وقال المالكية والشافعية والحنابلة عدم اشتراط اذن السلطان او حضوره او مجيء نائبه الى الجمعة.

شروط صلاة الجمعة للوجوب فقط

وهذه الشروط هي الشروط التي يلزم من فقدها عدم المطالبة بالفعل فقط، وتثبت صحة الفعل، وتنحصر هذه الشروط في 5 أمور مع اعتبار الشروط التي يتوقف عليها أهلية التكيف بصورة عامة مثل البلوغ والعقل وغيرها، وهي:

  • الإقامة في البلد: حيث لا تصح صلاة الجمعة على المسافرين، ولا يفرق في الإقامة التي تكون على سبيل الاستيطان او غيرها، فمن تجاوزت أيام اقامته في بلدة الفترة التي يشرع له فيها قصر الصلاة وجبت عليه صلاة الجامعة، وذلك لأن المسافر تلحقه مشقة بدخول البلدة والحضور الى صلاة الجمعة.
  • الصحة: حيث يجب أن يكون المصلي سليم من الامراض، والمقصود بها هو سلامة الجسد من الامراض التي يصعب معها عرفاً حضور صلاة الجمعة داخل المسجد.
  • الذكورية: حيث لا تجب صلاة الجمعة على النساء.
  • الحرية: فلا تجب صلاة الجمعه على العبد المملوك، وذلك لإنشغاله بخدمة سيده.
  • السلامة: حيث يجب ان يكون المصلي سليماً من العاهات المقعدة او المتعبة مثل الشيخوخة والعمة، وإن وجد الأعمى شخصاً يقوده سواء تبرّعاً أو بأجرة معتدلة، فقد وجبت عليه الجمعة عند الجمهور من المالكية، والشافعية، والحنابلة، وذلك لأن الاعمى يستطيع قادراً بواسطة القائد، وقال أبو حنيفة عدم وجوب الجمعة على الاعمى، ولكن تجب صلاة الجمعة على الاعمى الذي يكون موجوداً في المسجد عند إقامة الجمعة وهو مهيئ ومتطهر للصلاة.

شروط صلاة الجمعة للصحة فقط

وهذه الشروط يلزم من فقدها بطلان الصلاة مع استمرار المطالبة بأدائها، وهي 4 شروط فقط، وهي كما يلي:

  • الخطبة: حيث أن من شروط صلاة الجمعة أن تتقدّم الخطبة على الصلاة.
  • إقامة الجمعة في مكان معلوم وبارز.
  • عدم تعدد الجمعة، حيث لا تتعد الجمعة في البلدة الواحدة بشكل مطلق.
  • الجماعة: فمن شروطها الأساسية ان تؤدى جماعة، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصليها إلا جماعة.