يقول الله سبحانه وتعالى كتابه العظيم في سورة الروم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون” من هذا المبدأ تأتي فكرة الزواج، حيث تعتبر آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وفي العرف الاجتماعي تكون واجبة، وفي غرار الأمر الإنساني فهي سنة الكون التي بها يكتمل التتابع الكوني الخاص بها في تلك اللحظة، حيث أن عنوان تكاثر الإنسان وسر بقائه على هذه الأرض هو الزواج، ويعتبر هذا الأمر هو ما يسيّر الخليقة والكون،

الاستخارة في الإسلام

الاستخارة في اللغة العربية حسب مراجع المعنى هي طلب الخيرة بعد حيرة أو هوام في أي أمر من الأمور الدنيوية حتى يستطيع الانسان أن يختار ما هو صائب:

  • وهي من ضمن الرحمات التي وضعها الله لعباده حتى يشعرهم بالراحة والسكينة التي تعقب الاختيارات الصحيحة.
  • فإن كان الإنسان المسلم في احتياج للاختيار بين أمرين وقام بأداء صلاة الاستخارة، واختار أحد هذين الأمرين وتيسر وحدث ذلك الشيء فهو الخير، وإن تعطل فهو الخير أيضا حسب لغة الاستخارة، ويتم تصنيفها على أنها عبادة في الدين الاسلامي.

دعاء صلاة الاستخارة

خلال قيام الشخص أو الإنسان المسلم بأداء صلاة الاستخارة، فإن ذلك يتطلب منه أن يكون على بينة ووضوح من الدعوات التي حددها الله سبحانه وتعالى للإنسان المسلم في كافة الظروف والأوقات و الأحيان حتى يستطيع الاختيار بأمان ورضا، ومن هذه الدعوات ما يلي:

  • عن جابر رضي الله عنه، قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف: “إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العظيم، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرٌ لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.
  • وقال تعالى في كتابه العظيم: ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”.

دعاء الاستخارة للزواج مستجاب

إذا قرر الرجل أو المرأة أن يستخير أحدهم في الخطبة أو الزواج، فقبل ذلك لا بد من الاستشارة والأخذ بالأسباب؛ كما جاء في حديث الصحابية الجليلة فاطمة بنت قيس عندما خطبها معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم بن حذيفة:

  • حيث قال النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) في حديثه الشريف لفاطمة بنت قيس: ” أما أبو جهم فلا يضعُ عصاهُ عن عاتقهِ، وأما معاويةُ فصعْلُوكٌ لا مالَ لهُ، انكحِي أسامةً بن زيدٍ قالت : فكرهتُه، ثم قال : انكحي أسامةَ بن زيدٍ، فنكحتُه، فجعلَ اللهُ في ذلك خيرا واغْتبَطْتُ به”
  • ومن الأدعية التي خصصت لهذا الأمر: رَبِّي خيّرني وَلَا تحيرني ، رَبِّي أُجْبِر لِي مَا اخْتَارَ وَاجْعَلْه خَيْرًا يَسْرِي وَيَعُمّ فِي حَيَاتِي ، رَبِّي ذَرْنِي حَيَّرَه الْأَمْر ، وَكَسْرِه الْجَوْر ، واستظلام الْحُور ، رَبِّي لَا تتركني وَحْدِي وَأَرِح قَلْبًا يرجوك اسْتِقْرَار ، فَاكْتُب لِي مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بخيريته وَبْرَة . .

الاستخارة بواسطة القرآن الكريم

بما أن القرآن الكريم هو لغة المسلمين التي تجمعهم وتريحهم وتمنحهم تلك الطمأنينة المطلوبة، فإن كثيرا منهم يأخذ الفأل من القرآن الكريم:

  • فإن وجد آية تأمر بفعل شيء كالسفر والزواج، واذا وجد آية تنهى عن فعل ذلك ترك الفعل ويفهم أنه نهي عنه.
  • وذكر السلف الصالح أن بعض العلماء أراد السفر ففتح كتاب الله ووجد قوله تعالى: ” وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ” فقام بترك السفر وغرقت المركب في البحر بركابها، وهذا يدل على بركة صوابية القرآن الكريم.