يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في سورة يونس، في الآية 81: “مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ” من هنا نستطيع فهم قيمة تحريم السحر وجعله من الكبائر في الدين الإسلامي، والوعيد بجهنم لمن يرتكب معصية كهذه في الدين الإسلامي، حيث النار هي المصير، ولم يكن هذا التحريم عبثيا بل لأن السحر موجود في العالم وباستمرار في أماكن وبقاع مختلفة من العالم،

الشعر في السحر

من الثابت علميا أن الظفر والشعر والريق الذي يتمثل في الافرازات من الشخص تقوم بارسال ذبذبات خاصة من جسم صاحبها حتى لو قامت بالانفصال عنه، وهو ما يتم تعريفه بعلم الراديونيك ويتفرغ من ذلك الموجة التي ترتبط بالذات:

  • عدا عن أنه علم يتم استخدامه في التشخيص والعلاج الطبي، وتتفرع منه مجموعة من المدارس في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وقد أثبت العلم أن لكل انسان ذبذبقة معينة لا تتشابه مع ذبذبة أي إنسان آخر ويتشابه ذلك في فكرة البصمة في التميز القائم.
  • وبالطبع كل ما يتم خروجه او انفصاله عن الانسان من أظفر أو تعرق أو دم أو حتى بول يحمل معه مثل هذه المخوجة أو الذبذبة التي تختص به ولا يبطل هذه الموجة إلا القيام بعملية الاتلاف لهذا الجزء المنفصل من خلال التخلص منها عن طريق دفنها أو حرقها أو ماشباه ذلك من هذه الأمور.

السحر في القرآن الكريم

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “يعقد الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يُضْرَبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ عَلَيْك لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ كُلُّهَا فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كسلان” رواه الصحيحان.

من هنا نستطيع الاستدلال على مدى حذر القرآن الكريم من السحر كأمر محرم، ومعرفة الطرق والأسباب التي من خلالها يتم السحر كما جاء في الحديث الشريف، فالشيطان يأتي بالتدريج إذا نام الشخص ثلاث عقد وكل عقد يوازي عشر ساعات، ومع كل عقدة اذا قام الانسان وذكر الله فالشيطان يتم طرده وإن لم يفعل ذلك يستمر الشيطان بالنشاط ويسيطر على الانسان وبذلك يسهل سحره.

آيات السحر في القرآن

أمر كهذا في الدين لا بد من محددات وتحذيرات له حتى يتسنى تأكيد هذا التحريم لما فيه من لبس وتخريب على حياة الناس، وتشتيت للعوائل التي تكون مستورة، ودمار للبيوت والعائلات:

  • الآية 102 من سورة البقرة: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”.
  • من الآية 79 إلى الآية 81 في سورة يونس: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ”