كانت الدعوة الإسلامية في البداية سرية لإيمان عدد قليل من المسلمين، وتعرضهم للأذى والتعذيب من قبل قريش، وعندما بدأت الدعوة بالانتشار خرج الرسول لبناء دولة إسلامية قوية في المدينة المنورة، فاستقبله الأنصار مؤدين وناصرين، وتمت المؤاخاة بينهم وبين المهاجرين وتقاسموا كل ما يمتلكون، فكانوا الحاضنة للدعوة الإسلامية، ونشرها بين القبائل العربية، فخاف الرسول عليهم آنذاك من زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة، فلماذا منع الانصار من زيارة مسجد الحرام،

من هم الانصار

الأنصار هم صحابة الرسول صلّ الله عليه وسلم وكانوا من سكان المدينة المنورة، استقبلوا النبي والصحابة المهاجرين من المدينة المنورة بعد الهجرة وتقاسموا معهم الأموال وجميع ممتلكاتهم، وهم من أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل ولقد كرمهم الإنسان ورفع من قدرهم ومكانتهم، لحبهم للرسول والإيمان بالرسالة، ومناصرتهم للدين والدفاع عنه بكل غالي ونفيس والدعوة إليه، والتضحية لأجله، وهناك العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تدل على فضل ومكانة الأنصار في الإسلام.

منع الانصار من زيارة مسجد الحرام

منع الرسول صلّ الله عليه وسلم الأنصار من زيارة المسجد الحرام بعد حادثة المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وخروج الصحابة من مكة المكرمة بسبب أذى قريش وتعذيبهم للمسلمين، فاستقبلهم الأنصار حسن استقبال فأديوهم ونصروهم ورفعوا من قدر المسلمين والدعوة الإسلامية ورسالة الحق والتوحيد، فخاف الرسول عليهم من الأذى والظلم من قبل قريش في مكة المكرمة، فمنعهم من زيارة مسجد الحرام خوفاً عليهم.

فضل ومكانة الأنصار

هناك العديد من الأدلة في مصادر التشريع التي تدل على فضل ومكانة الأنصار في الإسلام، وذلك من المواقف التي قدموها لنصرة الدين الإسلامي الحنيف، ومن الأدلة على فضلهم الكبير:

  • قول الله -تعالى-: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
  • قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ).
  • وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الأنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إلَّا مُؤْمِنٌ، ولا يُبْغِضُهُمْ إلَّا مُنافِقٌ، فمَن أحَبَّهُمْ أحَبَّهُ اللَّهُ، ومَن أبْغَضَهُمْ أبْغَضَهُ اللَّهُ)
  • موقف النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الأنصار عندما انتقدوا سياسته في توزيع الغنائم، فخاطبهم بأسلوبٍ رقيقٍ مليء بالمشاعر؛ مما أدى إل بُكاء الأنصار وفرحهم بِقُرب النبي -عليه الصلاة والسلام- منهم، وتفضيلهم إيّاه على المال والغنائم، والعودة به إلى ديارهم؛ ليكون بينهم.