لكل طائفة من الطوائف الدينية والأيديولوجية طقوسها التي تختص بها وتعيشها تعبيرا عن مبادئها سواء الدينية أو الاجتماعية أو غير ذلك، ومن بين الطقوس التي تحتفل بها الطوائف، عيد الغدير، وهو من الأعياد ذات الأهمية والمكانة والقداسة عند طائفة من طوائف المسلمين، وهي الطائفة الشيعية، ويعتبر عيد الغدير من الأعياد المركزية عند الطائفة الشيعية، وهو عيد يتعلق بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام كشخصية مركزية في الدين الإسلامي،

سنة عيد الغدير

عيد الغدير من الأعياد التي تحتفل بها الطائفة الشيعية في يوم الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام من الأعوام الهجرية، وذكراه تعبر عن الاحتفال باليوم الذي خطب النبي محمد عليه الصلاة والسلام الخطبة التي عين فيها ابن عمه علي بن أبي طالب واليا للمسلمين من بعده وفق الأحاديث الواردة في هذا الشأن:

  • حيث تعتقد الطائفة الشيعية أن النبي عين عليا خلفا له بعد عودة المسلمين من تأدية حجة الوداع إلى مدينة النبي أو ما تعرف عبالمدين ةالمنور التي لها المكانة الكبيرة في نفوس المسلمين في مكان يتم تعريفه بغدير خم في السنة العاشرة للهجرة.
  • وقد قامت الطائفة الشيعية بالاستدلال على ذلك الأمر المرتبط بأحقية علي رضي الله عنه بالخلافة وإمامة المسلمين خلفا للنبي محمد بعد وفاته من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.

جدل السنة والشيعة حول عيد الغدير

هناك الكثير من المسائل الجدلية بين الطائفتين السنة والشيعة ليست في عيد الغدير فحسب بل في بقية المناسبات الأخرى، فلكل منهم اعتقادا معينا مرتبطا برمزيات تخصهم ودلائل، من بين هذه المسائل الجدلية ما يعرف بعيد الغدير، حيث يرى السنة في عبارة النبي صلى الله عليه وسلم “من كنت مولاه فهذا علي مولاه” على عكس ما يرى الشيعة من تعيين لخلافة علي فيما بعد النبي، أنها تلك المسألة ترتبط في تبيين فضائل علي للذين لم يعرفوا فضله، والحث على المحبة له بسبب ظهور ميل المنافقين عليه والبغض من قبلهم له، ولم يقصد النبي التوصية له ولا لسواه بالخلافة كما تعتقد الآية التي تقول : اليوم أكملت لكم دينكم” لأن نزول الآية توافق مع عرفة في حجة الوداع حسب ثبوته لدى أهل السنة في حديث عمر.

تسمية عيد الغدير

تمت تسمية عيد الغدير بهذا الاسم للدلالة على المكان الذي وقعت الخطبة عنده، وهو يعرف بغدير خم عدا عن أنه قريب من مكان يسمى الجحفة تحت إحدى الأشجار هناك، والغدير حسب التعريف المعجمي العربي له هو: “المياه الراكدة وقليلة العمق” والتي يقوم السيل بمغادرتها كما تتم تسميته لدى الطائفة الشيعية بعيد الولاية نسبة الى اعتقادهم بتولية النبي عليه السلام علي وليا للمسلمين، وهناك أسماء أخرى عند الشيعة لعيد الغدير أو يومه فعلى سبيل المثال: اسمه في السماء يوم العهد وفي الأرض إحدى أيام الميثاق والجمع المشهود، الذي شهد على ولاية علي وتنصيبه من قبل النبي واليا خليفة على المسلمين فيما بعده خلف صالح حسب المواثيق الشيعية المختصة في هذا الشأن.