أنزل الله القرآن الكريم وهو المعجزة الخالدة إلى يوم الدين، وفيه إخبار عن قصص الأمم والأنبياء، وفيه شفاء وهدى لقوم مؤمنين، بالإضافة إلى أدعية يمكن للمرء الدعاء بها في الأوقات والمواقف المختلفة والتي يكون بها النجاة بإذن الله تعالى، والسؤال الوارد لدينا “وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا متى تقال” هو احد الأسئلة الدينية والذي سوف نتعرف على إجابته من خلال السطور التالية، كما سنقوم بتسليط الضوء على معنى الآية الكريمة والتعرف على سبب نزولها.

متى تقال وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا

” وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا”، تقال في حالات الخوف الشديد أو عندما يكون الإنسان ملاحقه من عدوه وهو هارب، وتقال هذه الجملة في المواضع التي أن يأمل المرء أن يجعل الله عز وجل بين الإنسان وأعدائه ما يمنعهم عنه، فإذا شعر المسلم بالخوف أو كان مطارد أعزل وحيد، فيقول قوله تعالى في سورة يس:” وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ”، ويكفيه الله شر الأعداء بإذنه تعالى.

معنى وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا

أكد الله سبحانه وتعالى هذا الإِصرار من الكافرين على كفرهم فقال : ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) أى : إننا لم نكتف بجعل الأغلال فى أعناقهم ، بل أضفنا إلى ذلك أننا جعلنا من أمامهم حاجزا عظيما ومن خلقهم كذلك حاجزا عظيما، ( فأغشيناهم ) أى : فجلعنا على أبصارهم غشاوة وأغطية تمنعهم من الرؤية ( فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) شيئا بسبب احتجاب الرؤية عنهم، فالآية الكريمة تمثيل آخر لتصميمهم على كفرهم، حيث شبههم – سبحانه – بحال من أحاطت بهم الحواجز من كل جانب ، فمنعتهم من الرؤية والإِبصار .

سبب نزول وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا

نزلت الآية الكريمة في أبي جهل بن هشام وصاحبيه، حيث أراد أبو جهل رمي الرسول صلّ الله عليه وسلم بحجر على رأسه، فحال الله بينه وبين رسول الله، فردع إلى أهله متعجب حيث رد التصق الحجر بيده ورجعت بده إلى عنقه، فخرج الوليد بن المغيرة لقتل النبي ورمي رأسه بالحجر، فأعمى الله بصره عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فصار يسمع صوته ولا يراه، فرجع إلى أهله وأخبرهم ما حدث معه.