أرسل الله الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين لهداية الناس، ودعوتهم للإيمان بالله وحده، وأنزل معهم معجزات لتدل على صدق رسالتهم ونبوتهم، فمن الناس من آمن ومنهم من كفر وجحد، فأرسل مع سيدنا موسى العصا التي تتحول إلى أفعى، وجعل النار برداً وسلاماً على سيدنا ابراهيم، وسخر لسيدنا سليمان الجن والأنس وعلمه لغة الطير، وأنزل مع سيدنا محمد المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم، والسؤال الوارد لدينا هو أحد الأسئلة الدينية والتي تخص قصة سيدنا سليمان مع الجن،

لماذا اخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن

لقد أعطى الله ملك لسيدنا سليمان لا ينبغي لأحد من بعده، وسخر له الجن تحت سيطرته ومكنه الله من فهم لغة الطير، فكانوا يغصوا في البحار ويخرجوا منها اللآلئ والمرجان، ويبنوا له القصور والمحاريب والتماثيل، وأعطاه من الحكمة والملك شيئاً عظيماً، والحكمة أن الله قد جعل موت سيدنا سليمان مخفياً لا يعلمه الإنس والجن هو أن : أنّ الجنّ قد زعموا أنهم يعلمون الغيب، وأن نفرًا منهم كانوا يصعدون إلى السماء؛ حتى يسترقوا السّمع؛ فأراد الله أن يُظهر جهل هؤلاء، ويُنَبّه أن الجنّ لا يعلمون الغيب.

وفاة سيدنا سليمان عليه السلام

قد ورد عن بعض الصحابة أن سيدنا سليمان كان ينعزل ويتعبد في بيت المقدس لمدة محددة من الزمن، فقد عكف على عبادته في بيت المقدس متكئاً على عصاه حتى أدركته المنية وهو على هذا الحال، ولم تعلم الجن بوفاته إلا حينما دخل شيطان من كوة في بيت المقدس اطلع على سليمان عليه السلام فوجده قد خر ميتاً بعد أن أكلت الأرض عصاه التي كان يتكئ عليها، وقد كانت الجن والشياطين إذا تسللت ونظرت إلى سليمان احترقت فأدركت الشياطين وفاته بعد أن ظلت سنة كاملة من العذاب والعمل المهين، وذلك لقوله تعالى:” (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).

قصة سيدنا سليمان والجن

كان الجن يصعدون إلى السموات العلى، ليتصنتوا أو يتجسسوا على ماذا يحدث في السماء، فعندما يرجعون إلى البقة قالوا: إنا سمعنا قرآن عجباً، يهدي إلى الرشد، فآمنا به”، ومن الجن من هو مؤمن ومنهم ما هو كافر، حيث ظن الجن أنهم يعلمون الأمور الغيبية التي استأثر الله بها في علمه، فأراد الله أن يظهر لهم الجهل، وأن يقولونه هو كذب، فمات سليمان عليه السلام وهو عصاه، وظل فترة زمنية متكئ على عصاه، وكان الجن يتطلعون لما يفعله، ويظنون أنه يصلي لأنه كان يتعبد من فترة إلى آخرى في مسجد بيت المقدس، ومن هنا ظهر جهلهم بأمور الغيب وظهر بطلان زعمهم.