هناك العديد من التابعين والصالحين الذين شهدوا الصحابة الكرام وتعلموا منهم، وروا عنهم الأحاديث النبوية الشريفة، وكان لهم مكانة كبيرة بينهم، ومنهم التابعي أويس القرني، والذي أخبر عنه الرسول صلّ الله عليه وسلم للصحابة، ولكنه لم يشهده الرسول ولم يراه، فشهد بعض من الصحابة كعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ومن خلال هذا المقال سوف نقدم لكم السيرة الذاتية لـ أويس القرني، وسيرته وأبرز مناقيه، وجهاده حتى وفاته سنة 37 هجري.

اويس القرني السيرة الذاتية

أويس ين عامر بن جزء بن مالك المرادي، أحد كبار التابعين في الكوفة، يقال أنه أدرك زمن الرسول صلّ الله عليه وسلم ولكنه لم يراه، عاش في اليمن ومن ثم انتقل إلى الكوفة، وكان مع علي بن أبي طالب في صفين وبها لقي الله شهيداً، روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وتعلم على يد الكثير من الصحابة حتى أًصبح واحد من كبار الأئمة والتابعين في العلم والزهد والورع، ولقد كان له مكانة عظيمة بين الصحابة رضوان الله عليهم، وقد شهد له النبي محمد بالصَّلاح والإيمان وبرّه بوالدته وأنه خير التابعين.

سيرة أويس القرني

كان أويس من كبار التابعين، ومن أفضلهم، حتي أن الإمام مسلم تأثر بتلك المكانة والمنزلة وأفرد في صحيحه بابًا من فضائل أويس القرني، وروى مسلم رواية تدل على قيمة هذا التابعي الجليل، فروى عن أسير بن جابر أن عمر بن الخطاب كان إذا أتى عليه أمداد من أهل اليمن يتقصى عليه بينهم وسألهم أفيكم أويس بن عامر، ولقد عرف أويس بحبه للتعلم والزهد في الحياة الدنيا، والتأمل في المخلوقات للاستدلال على وجود الله تعالى وقدرته على الخلق والإعجاز الكوني.

مناقب أويس القرني

عاش أويس القرني بين الناس وهم يرمونه بالحجر فلا يجدون منه إلا الكلام الطيب، وقد روي عنه الكثير من الكلمات النورانية التي تفيض بالحكمة والموعظة، ومن كلامه أيضا رحمه الله في الحث على الخوف من الله ودوام مراقبته: “كن في أمر الله كأنك قتلت الناس كلهم، وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب، ثم يقول: “اللهم من مات جوعًا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريانًا فلا تؤاخذني به، وكان يخاطب أهل الكوفة قائلاً لهم: يا أهل الكوفة توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم.

وفاة أويس القرني

خرج أويس القرني مع علي بن أبي طالب في موقعة صفين، وتمنى الشهادة ودعا الله قائلاً: ” اللهم ارزقني شهادة توجب لي الحياة والرزق “. وقاتل حتى استشهد فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة، وكان ذلك سنة 37 هـ في وقعة صفين، ويذكر البعض أن أويسا لم يمت نتيجة جراح في قتال، وإنما مات في على فراش في خيمته.