القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز والمنزل على سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم، هداية للبشر ونذيراً لهم، فمن الناس من آمن به واتبع طريق الرشاد ومنهم من كفر واتبع طريق الضلال، وكلاً سوف يحاسبهم الله تعالى على أعمالهم يوم القيامة بجنة النعيم أو نار جهنم وبئس المصير، ولقد حفظ الله تعالى القرآن الكريم من الضياع أو التحريف أو الخطأ إلى يوم الدين، وقد وردت الآيات القرآنية موضحة للأحكام والتشريعات الإسلامية، كما سردت قصص الأمم  السابقة وما حل بهم، ومنهم سورة يوسف والتي ذكر الله قوله امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز، فما الدلالة على ذلك.

قال الله امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز

كلام الله تعالى كلام معجز ومنزه من الخطأ أو التبديل أو الزلل، فهو الخالق والقادر على كل شيء، وتحدى العباد أن يأتوا بسورة أو آية من مثله فعجزوا، ولم يستطيعوا، وفي آيات الله تعالى قدرة على إعجاز في الوصف واستخدام المفردات في أسرار الكون وفي خلق العباد وجميع المخلوقات على كوكب الأرض، والكواكب الأخرى في الكون، فقال الله تعالى في سورة يوسف، امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز، وذلك يدل على دقة ألفاظ الله تعالى.

دلالة قول الله امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز

ورد لفظه تعالى امرأة العزيز في سورة يوسف، وهي سورة مكية نزلت بعد سورة هود، بين عام الحزن وبيعة العقبة الأولى، نزلت بعد اشتد أذى كفار قريش لرسول الله صلّ الله عليه وسلم والصحابة الكرام، حتى أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة، فنزلت سورة يوسف تكريما لهم وتصبيراً للرسول عليه الصلاة والسلام، وبشرى بالفرج والنصر القريب، فبدأت سورة يوسف بحلم وانتهت بتحقيق هذا الحلم وبيان قدرة الله تعالى وكرمه على عباده الصالحين والمؤمنين.

لماذا قال الله تعالى امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز

سميت سورة يوسف بهذا الاسم لأنها سردت قصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام كاملة، ورد فيها قوله تعالى:” قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ۚ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ۚ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ”، فلماذا قال تعالى امراة العزيز ولم يقل زوجة العزيز، وهذا دلالة على دقة ألفاظ الله تعالى في كتابه الكريم.