سورة الرعد هي سورة مكية، ومن السور المثاني، وترتيبها في المصحف الشريف السورة الثالثة عشر، وتتكون من ثلاثة وأربعون آية، وتتناول الرسالة والوحدانية و البعث والجزاء، وهي لها فضل عظيم في تلاوتها، ويعد الهدف منها هو توضيح قوة الحق وإضعاف الباطل، سميت كذلك استناداً على الرعد تلك الظاهرة الكونية العظيمة التي تجمع بين نقيضين، حيث أنه يكون مخيفاَ لحملة الصواعق الخطيرة وبنفس الوقت هو مصدر الخير متمثلاً بالماء الذي ينزل من السحاب.

سبب نزول سورة الرعد

لذلك سميت سورة الرعد بهذا الاسم، ومن أهم أسباب نزول هذه السورة، الحادثة التي حصلت بين الرسول وقريش عندما طلبوا منه أن يحيي الموتى ويبعد الجبل ويفجر الأنهار ليثبت لهم نبوته، فرد عليهم الرسول “والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابًا لا يعذبه أحد من العالمين”. فنزلت الآية “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً”.

فضل قراءة سورة الرعد

بعد أن تعلمنا سبب نزول سورة الرعد، ولماذا سميت بهذا الاسم، نستعرض فضل قراءة سورة الرعد، حيث أن فضلها ذكر في حديث عن الرسول أنه “من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم، هلك وزال ملكه”. وتأتي خصوصية هذه السورة لأنها السورة الثانية بعد سورة البقرة التي ذكر بها الرعد.

العبر والمعاني من سورة الرعد

أهم العبر التي نستخلصها من سورة الرعد بعد معرفتنا لسبب تسميتها وسبب نزولها وفضلها هي الأثر العميق الذي تتركه فينا من تجلي قدرة الله على تشغيل الجبال وإحياء الموتى و بذلك تشجع المسلمين على فعل الخير وتكريس أنفسهم لعبادة الله وحده، وتؤكد على أن القرآن هو الكتاب الأول وبوصلة المسلمين وهو الذي يحميهم من الضلاضة والضياع، و أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو القائد الأوحد وخاتم المرسلين وكرّمه بتحريره من أساطير الوثنية وأتهامات الكفار الباطلة.

وبعد أن ذكرنا فضل قراءة سورة الرعد وأهم العبر والمعاني المستخلصة منها، نود أن ننوه هنا في نهاية مقالنا أن سورة الرعد نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة في المدينة المنورة، وتحديداً في موقفه مع أهل قريش ومحاولتهم في التشكيك بنبوته.