لقد ورد عن الرسول صلّ الله عليه وسلم أن الأمة من بعده سوف تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، وتكون جميعها في النار، إلا واحدة وهي الجماعة التي تسير على منهج الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته، وهم أهل السنة والجامعة المتمسكين بالكتاب والسنة عملاً وعلماً، والالتزام بتعاليم الرسول والامتثال لأوامره، ولقد ظهرت مدرسة تسمى الديوبندية والتي تسير على مذهب أبي حنيفة، وفما هي هذه المدرسة ومن هو مؤسسها وما هي الأفكار والمعتقدات التي تضمها.

ما هي المدرسة الديوبندية

الديوبندية هي طائفة من طوائف المسلمين، والتي تنسب إلى جامعة ديونبدية دار العلوم في الهند، وهي عبارة عن مدرسة فكرية عميقة الجذور طبعت كل خريج منها بطابعها العلمي الخاص، أسس الجامعة مجموعة من علماء الهند كرد قوي لوقف الزحف الغربي ومدنيته المادي على شبه القارة الهندية لإنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف، حيث سيطر الإنجليز على دلهي العاصمة وخاف العلماء أن يبتلع دينهم، فأخذ الشيوخ والعلماء يرسموا الخطط للمحافظة على الإسلام وتعاليمه، فرأوا أن الحل بإقامة المدارس الدينية والمراكز الإسلامية.

من أسس المدرسة الديوبندية

إن الديوبندية ينتمون إلى مدرسة ديوبند التي أسست في 15 محرم سنة 1283 هـ في ديوبند بلدة من بلاد الهند وقام بتأسيسها الشيخ محمد قاسم النانوتوي وتحمل مسئولية تربية طلابها وتزكية نفوسهم وتصفية باطنهم، وتم تأسيس المدرسة على يد محمد قاسم، والشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ونمت حتى أصبحت أكبر المعاهد الدينية العربية للأحناف في الهند.

أبرز شخصيات المدرسة الديوبندية

المدرسة الديوبندية والتي كان الهدف الأساسي لها هو تأييد المذهب الحنفي ونشره وإخضاع السنة النبوية وتطويعها للفقه الحنفي، ومن أبرز الشخصيات والعلماء فيها:

  • محمد قاسم .
  • رشيد أحمد الكنكوهي .
  • حسين أحمد المدني .
  • محمد أنور شاه الكشميري .
  • أبو الحسن الندوي .
  • المحدث حبيب الرحمن الأعظمي .

أفكار ومعتقدات المدرسة الديوبندية

يسير أتباع المدرسة الديوبندية على مذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد، وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة في الفقه والفروع، وسلكوا الطرق الصوفية من النقشبندية والجشتية والقادرية والسهروردية في السلوك والاتباع، حيث تبنوا المحافظة على التعاليم الإسلامية ، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره، نشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدَّامة والتبشرية، نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الغازية، الاهتمام بنشر اللغة العربية لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية .