هل غادر الشعراء من متردم مطلع قصيدة من أشهر القصائد الجاهلية، ومعلقة من المعلقات العشر التي كتبها الجاهليون بماء الذهب، وهي قصيدة عصماء من خيرة قصائد الشعر العربي عبر التاريخ، وهي مرجع نحوي ولغوي وعروضي وصرفي كونها قصيدة جاهلية من قصائد عصور الاستدلال، وفي هذا المقال سوف نعرف المعلقات الجاهلية أولًا، ثمَّ سنتحدث عن الشاعر عنترة بن شداد العبسي وعن معلقته الشهيرة هل غادر الشعراء من متردم من جوانب عديدة أيضًا.

من هو عنترة بن شداد

اسمه الكامل هو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن عوذ بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر المولود في عام 525 ميلادية، وهو شاعر من أشهر الشعراء الجاهليين العرب، عاش ما قبل ظهور الإسلامي ومات قبل البعثة، وهو شاعر من الفحول وفارس من فرسان قبيلة عبس الجاهلية، كان عنترة عبدًا لأنَّه ولد من أمَة حبشية، وقد اشتهر بحبه لعبلة بنت مالك العبسيَّة وهي ابنة عمه، حيث فُتن بها وكتب لها أجمل قصائد الغزل الجاهلية.

ما هي المعلقات الجاهلية

يُطلق اسم المعلقات على أشهر واروع القصائد التي كتبها الشعراء العرب في الجاهلية، وهي قصائد عصماء اشتهرت بالبلاغة وقوة السبك وحسن الصياغة، كتبها الجاهليون واستغرق بعضهم حولًا كاملًا في كتابتها، وقد اختلفت الآراء والأقوال في سبب تسمية المعلقات الجاهلية بهذا الاسم، فقيل إنَّها سُمِّيت بهذا الاسم لأنَّها كانت من شعر الفحول، وقيل إنَّها كُتبت بماء الذهب وعُلِّقت على أستار الكعبة فُسمِّيت بالمعلقات، وقد قال ابن عبد ربه عن المعلقات الجاهلية: “وقد بلغ من كلف العرب به -أي بالشعر- وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة، وعلقتها بأستار الكعبة، فمنه ما يقال له: “مذهبة امرئ القيس” و”مذهبة زهير”، والمذهبات السبع، ويقال لها: المعلقات

شرح معلقة هل غادر الشعراء من متردم

معلقة هل غادر الشعراء من متردم، هي معلقة من المعلقات الجاهلية العشر، كتبها الشاعر الجاهلي والفارس العربي عنترة بن شداد العبسي في القرن السادس للميلاد، وهي قصيدة من أجمل قصائد العرب عبر تاريخ الشعر العربي، مكتوبة على البحر الكامل واحد من بحور الشعر العربي، وتتألف من 79 بيتًا من الشعر، تختلف موضوعات هذه القصيدة بين الغزل والوقوف على الأطلال كعادة شعراء الجاهلية، ثمَّ ينتقل الشاعر للفخر والوصف والحماسة، لتكون هذه المعلقة كغيرها من المعلقات الجاهلية من حيث التنوع في الأغراض والموضوعات، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ عنترة بن شداد كتب هذه القصيدة بعد أن شتمه رجل من العرب، فعيره بأمه وعيره بسواد بشرته وبسواد بشرة إخوته، فكتب عنترة هذه القصيدة التي بدأها بالحزن على الفراق، ثمَّ ذكر عبلة بنت مالك، ثمَّ تحدَّث عن شجاعته الكبيرة وفروسيته النادرة في الحروب والقتال.