في عهد أي ملك فرنسي قامت ثورة 1789؟ شهدت فرنسا بتاريخ 14 تموز / يوليو عام 1789 م انطلاق شرارة الثورة الفرنسية التي استمرت زهاء عشر سنوات حتى عام 1799 م  وفي واقع الحال كانت نقطة تحول مفصلية في تاريخ فرنسا وأوروبا بشكل عام حيث أطاحت بالملكية كما عرفت بثورة الجياع إلى الخبز لأن السبب المباشر و الرئيس لقيام هذه الثورة هو شح القمح وارتفاع أسعاره الذي هو المكون الرئيسي في صناعة الخبز. لتكون من أهم الثورات في العصر الحديث

في عهد أي ملك فرنسي قامت ثورة 1789؟

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر الذي تميز عهده بالضعف والاستحواذ على السلطة المطلقة وزوجته ماري أنطوانيت . حيث برز في أعقاب الثورة القائد نابليون بونابرت الذي كان ضابطاً شاباً في سلاح المدفعية ، وبمهارته وخبرته العسكرية تمكّن من إحباط مؤامرة إنقلابية على أثرها أصبح قائد للجيوش الداخلية في فرنسا. كما وأصبح بعدها امبراطور فرنسا.

أسباب الثورة الفرنسية ودواعي قيامها

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر،  وذلك لعدة أسباب منها سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية وسنوجزها فيما يلي:

الأسباب السياسية للثورة الفرنسية

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر، الذي تميز بضعف الشخصية والشراهة وانكبابه على الاستحواذ بالسلطة التي كانت هاجسه وشغله الشاغل ، وبسبب النظام الملكي السياسيّ الفاسد في فرنسا، واستغلال طبقة النبلاء والإقطاعيين لصلاحيات الملك صاحب السلطة العليا في البلاد.

الأسباب الاجتماعية للثورة الفرنسية

بالرجوع إلى في عهد أي ملك فرنسي قامت ثورة 1789؟ نجد أن  تفاوت الطبقيّة في المجتمع الفرنسي وانقسامه أدى لصراع ثلاثة فئات وهي:

  • طبقة النُّبَلاء الأرستقراطيين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم (أصحاب الدماء الزرقاء) تمييزاً لهم عن عامة الشعب.
  • طبقة رجال الدِّين الذين استمدوا سلطتهم من الملك مباشرة .
  • وعامّة الشعب وهي الشريحة الأكبر والأوسع انتشاراً . كما وكانت تتعرض للظلم، والقَهْر وسوء المعاملة من باقي الطبقات الأخرى. كذلك عانت من الفقر والاستغلال والتهميش، ودفع الضرائب وأعمال السخرة . كذلك كان أبناؤها يستغلون في الحروب مما كان له أثره في إذكاء نقمة المجتمع الفرنسي على السلطة. في حين أن غالبيتها من الفلاحين والبرجوازيين الصغار . كما بلغ تعدادها آنذاك 25 مليون نسمة.

الأسباب الاقتصادية للثورة الفرنسية

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر حيث لعبت الأسباب الاقتصادية دوراً رئيساً في انطلاقها ويمكننا تلخيص بعضها فيما يلي :

  • تأتي في المقدمة الأزمة الاقتصادية التي عصفت بفرنسا بعد مواسم شح في المحاصيل الزراعية.
  • عَجْز خزينة الدولة والتضخم في الاقتصاد وفَشَل الخبراء الاقتصاديين في إصلاح وضع الخزينة.
  • ارتفاع عدد سكان فرنسا بشكل كبير في مدة قصيرة نسبياً مقابل قلة الموارد.
  • استحواذ الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت وحاشيته على المال العام ، وتبذيره دون رقابة أو حساب.
  • تقديم فرنسا اعتمادات مالية ومشاركتها في تمويل حرب الاستقلال الأمريكيّة.
  • ارَتفاع أسعار البضائع والمواد الأساسية .لا سيما القمح والخبز وغيرها .
  • المجاعة التي اجتاحت فرنسا عام 1788 م. في حين كان شبه مستحيل أن يحصل الفرد على رغيف.

الأسباب الفكرية والثقافية للثورة الفرنسية

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر حيث نشطت في ظل الأحداث والمتغيرات الحركة الفكريّة والتنويرية، في فرنسا ، وعلت أصوات لرواد المفكرين الفرنسيين الذين طالبوا بالتغيير وتزايد عدد مؤيديهم أمثال: مونتسكيو، وفولتير، وجان جاك روسو. كما وأسهمت هذه الحركة الفكريّة في إيقاظ روح الثورة لدى عامة الشعب من الطبقات المظلومة، وأدّت لزيادة وَعيهم. كما وحفزّت الرغبة لديهم في الحُرّية، و حثّتهم على الحراك والانتفاض في وجه السلطة الحاكمة المستبدة .

مكتسبات الثورة الفرنسية

كانت لاندلاع الثورة الفرنسيّة عام 1789م في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر عدة نتائج ومكتسبات تجاوزت الحدود الفرنسية. كما و امتدَّ تأثيرها ليشمل كامل دول أوروبا، والعالم. ونذكر من هذه النتائج ما يلي:

  • انتشار مفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص كقيم عليا وحقوق مكتسبة للشعوب والأفراد، والمساهمة في تطويرها وتعميقها في الذهنية الشعبية الحاضنة للثورة.
  • القضاء على نظام الحُكم الملكيّ المُطلَق. كما تم التمهيد للانتقال إلى نظام الحكم الجمهوري .
  • إعلان لائحة حقوق الإنسان في 4 آب 1789م
  • إلغاء الامتيازات الطبقيّة والعنصرية . لاسيما تلك الامتيازات التي تمتعت بها طبقة النبلاء الأرستقراطية والحاشية الملكية.
  • وتأميم أموال الكنيسة وأراضيها باعتبارها ملكاً للشعب.
  • سيطرت الطبقة البرجوازيِّة على السلطة.
  • تجييش الأمّة من خلال انخراط جميع أفراد الشعب في الجيش الفرنسي وتأدية الخدمة الإلزامية ، بالإضافة إلى الاهتمام في إدخال الأساليب الحديثة في الحرب.
  • تنامت الروح القوميّة الحديثة على المجتمع الفرنسي وازداد تعلّق الفرد بوطنه .
  • إنشاء المدارس وتأسيس متحف اللوفر ووضع النظام العشري للمكاييل والمقاييس.
  • أعلنت فرنسا مساعدتها كل أمة تطالب بحريتها وتريد التخلص من حكامها ، الأمر الذي أثار حكام الدول الأوربية التي شكلت التحالف الاوربي الأول ضد فرنسا ، الذي ضمّ بريطانيا ، النمسا ، بروسيا، هولندا، إسبانيا، البرتغال ، وسردينا.

مظاهر الثورة الفرنسية

قامت ثورة 1789 في عهد الملك الفرنسي لويس السادس عشر بعد أن اعتصم قادة الطبقة العامة في فرنسا، وأعلنوا عصياناً في ملعب تنس بالقرب من قصر فرساي لحين تنفيذ مطالبهم وعلى رأسها وضع دستور للبلاد . كما وأطلقوا على أنفسهم اسم (الجمعية الوطنية ) بعد أن انضم لهم بعضٌ من أبناء طبقتي النبلاء ورجال الدين . في حين قامت ثورة 1789 م في عهد الملك لويس السادس عشر في باريس في 14 تموز ، حيث هاجمت الجماهير الثائرة مخازن السلاح واستولت على محتوياتها من البنادق . كما هاجم الثوار سجن الباستيل وخربوه وحطموا بواباته وأطلقوا سراح المسجونين وأمام هذه الثورة العارمة تراجع الملك واعترف بالجمعية الوطنية ووافق على رفع علم الثورة ، ليصبح هذا اليوم العيد الوطني لفرنسا .

 

قدمنا في عهد أي ملك فرنسي قامت ثورة 1789؟ أبرز ثورات العصر الحديث، حيث لجأ كثير من الباحثين السياسيين إلى اعتبار تاريخ قيام الثورة الفرنسية هو بداية نشوء الدول القومية الحديثة التي تمثل الأنظمة فيها إرادة شعوبها ورغم التعثر الذي اصاب مسار هذه الثورة والعقبات التي اعترتها لكنها دقت ناقوس الخطر و زلزلت عروش ملوك أوروبا المستبدين. نتيجة لذلك ، وإن لم تطح الثورة ومبادئها بالملوك. فلا شك بأنها أطاحت بسلطتهم المطلقة وحدّت من صلاحياتهم وأصبحوا مجرد حكام شكليين، وتمكنت الشعوب من أن تحكم نفسها بنفسها .