ما هي عواقب فقدان الأمن؟
يعتبر الضمان الاجتماعي من أهم عوامل تحقيق الرخاء في كل مجتمع، وهو من أهم مطالب المجتمعات المختلفة، ويمكن تعريف الضمان الاجتماعي بأنه الأمان الذي يشعر به الفرد داخل مجتمعه، بحيث يكون هو نفسه. آمن على نفسه ودينه وعائلته وعقله، مما يتيح له أن يعيش حياة آمنة على المستويات الاجتماعية. والاقتصادي، دون الخوف من أي خطر أو اضطراب يهددها، ولكل فرد في كل مجتمع دور مهم يلعبه في تحقيق الضمان الاجتماعي.
وكلما زاد الأمن في المجتمع ينعكس ذلك على استقراره وتقدمه وإنتاجه وابتكار أعضائه والحفاظ على هويتهم.
هناك العديد من الآثار السلبية لفقدان الأمن داخل المجتمع، وهي كالتالي
- انتشار الجريمة.
- اندلاع الحروب الأهلية.
- انتشار الإرهاب.
- تفشي المرض.
- عدم القدرة على البناء والإنجاز، الشعور بعدم الاستقرار.
- مصادر الرزق المعلقة.
- زيادة معدلات الهجرة والنزوح.
- العديد من الكوارث البيئية.
- انتشار الجهل بين أفراد المجتمع.
عناصر الضمان الاجتماعي
هناك العديد من المكونات التي يقوم عليها نظام الضمان الاجتماعي وهي
- التكافل الاجتماعي هو تعاون أفراد المجتمع مع بعضهم البعض، نتيجة شعور الفرد بالحب والتعاطف مع الآخرين، مما يساعد على نشر الهدوء والأمن في المجتمع.
- حكم القانون لا تسود راحة البال إلا عندما يسود القانون في المجتمع. إن معظم المجتمعات التي يسودها الأمن والاستقرار هي مجتمعات تطبق حكم القانون. يشعر كل فرد بالأمان من أي أخطار أو تهديدات، وهو على يقين من أن الفاعل سيعاقب.
- التعاون الاقتصادي لا يمكن تحقيق الاستقرار والتقدم في أي دولة دون ركيزة أساسية هي اقتصادها القوي، ولن تتحقق القوة الاقتصادية للمجتمع إلا من خلال تعاون أعضائه فيما بينهم اقتصاديًا.
- التسامح كلما كان المجتمع متسامحاً ويرفض العنف. كلما زاد الشعور بالأمن بين أعضائها.
- التعايش المقصود بهذا المصطلح هو شعور كل فرد في المجتمع بأنه لا يعيش بمعزل عن الآخرين، بل يندمج مع أفراد المجتمع على أساس القيم الإنسانية المشتركة.
- المواطنة المقصود بالمواطنة هو شعور الفرد بالانتماء لوطنه، فهذا الشعور يدفعه إلى الحفاظ على وحدة وطنه وأمنه، وهي من الركائز الأساسية التي تساعد في وجود حياة اجتماعية آمنة. .
- الشعور بالمسؤولية يزداد وعي الإنسان بالمخاطر ومحاولته درءها، وكلما زاد إحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه وأسرته، مما يدفعه إلى تحقيق الأمن في وطنه.
- المشاركة هو شعور كل فرد بدوره في المشاركة في تنمية الضمان الاجتماعي وترسيخه، وأن المشاركة يتم توفيرها من قبل النظام السياسي، مما يساعد على تلبية متطلبات أفراد المجتمع.
- العدل والمساواة إن شعور الفرد بالحصول على حقه داخل مجتمعه يزيد من تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع وعدم التمييز بينهم على أي أساس.
- الحرية عندما يكون للأفراد حرية التعبير عن آرائهم ؛ وكلما ساعد ذلك على تكوين مجتمع حر يكون أفراده قادرين على التواصل مع بعضهم البعض، وبالتالي يسعون للحفاظ على المجتمع وتحقيق أهدافه وقاعدة الطمأنينة فيه.
أهداف الضمان الاجتماعي
يتم تمثيل أهداف الضمان الاجتماعي في 4 أبعاد
- البعد الاقتصادي من أهداف تحقيق الضمان الاجتماعي فيما يتعلق بالبعد الاقتصادي تلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد، ومن ثم تحسين مستوى معيشتهم، بالإضافة إلى توفير فرص العمل لجميع أفراد المجتمع، ومكافحة الفقر، وتحسين الخدمات التي يتلقونها، بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم وقدراتهم من خلال تقديم الدورات والبرامج التعليمية، وتطوير التشريعات والقوانين التي تواكب العصر وتضمن حق أفراد المجتمع في العمل الحر. .
- البعد السياسي أما الهدف من تحقيق الضمان الاجتماعي فيما يتعلق بالبعد السياسي، فهو تحقيق الاستقرار والأمن في الكيان السياسي للدولة إلى أقصى حد ممكن، والحفاظ على المصالح السياسية للدولة، و عدم اللجوء إلى الدول الأجنبية لطلب الحاجة، واحترام الرموز الوطنية واستخدامها في الحوار السياسي الوطني، مع تطوير القوانين والأنظمة التي تضمن حرية التعبير للمواطن، بما يحقق المساواة والعدالة.
- البعد الأخلاقي تحقيق الضمان الاجتماعي في هذا البعد يهدف إلى تحقيق وحدة الأمة من خلال احترام المعتقدات الدينية فيها، ونيل الأقليات حقوقها وحرياتها في معتقداتها وممارسة شعائرها الدينية، والعمل على الحفاظ على القيم والعادات الحميدة.
- البعد الاجتماعي من أهم أهداف تحقيق الضمان الاجتماعي في البعد الاجتماعي تنمية شعور المواطنين بالانتماء للوطن واحترام تراثه الذي ساعد في تكوين هويتهم وزيادة هذا الشعور في جميع المناسبات وخاصة الوطنية منها، وزيادة الرغبة في فكرة العمل التطوعي، بالإضافة إلى حصول الفئات المهمشة على حقوقهم في المجتمع وإحساسه بالعدالة والمساواة، يعيش جميع أفراد المجتمع في بيئة آمنة ومشتركة، و يتم تعزيز صحة أفراد المجتمع من خلال تحسين المرافق والخدمات الصحية.
عوامل تهديد الضمان الاجتماعي
إن تهديد أمن كل مجتمع ليس بالأمر السهل. بل هناك العديد من العوامل التي، إذا اجتمعت، يمكن أن تشكل تهديدًا حقيقيًا للضمان الاجتماعي، وهذه العوامل هي كما يلي
- الفقر من أهم العوامل التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، لأنه بيئة خصبة لنمو الانحراف المجتمعي. ويرجع السبب الأكبر وراء ارتكاب جرائم القتل والسرقة إلى الفقر والعوز، وينتج عن انتشار الفقر انعدام الأمن واختلال التوازن الاجتماعي، نتيجة ما يترتب على ذلك من حرمان من أهم ضروريات الحياة هي المأوى والتعليم والرعاية الصحية.
- الانحراف هو الميل للانحراف عن المسار المحدد، والابتعاد عن الفطرة السليمة، واتباع السلوكيات الخاطئة، كارتكاب جرائم غير أخلاقية، والاعتداء على الناس والممتلكات، مما يشكل اعتداء على الضمان الاجتماعي.
- المخدرات من أهم وأخطر العوامل التي تهدد استقرار المجتمعات. إن الأثر السلبي للمخدرات على الجسد والعقول يشكل بيئة خصبة لانتشار القتل والسرقة والاعتداء مما يؤثر سلباً ويفسد العلاقات الاجتماعية.
- الهجرة هناك مجتمعات كثيرة زادت فيها معدلات الهجرة حتى أصبحت من أهم الظواهر العالمية. يضطر كثير من أصحاب المهارات والكفاءات العلمية في الدول النامية إلى الهجرة بحثًا عن فرص عمل تناسبهم، وبالتالي تُحرم بلدانهم الأصلية من تلك الكفاءات، فتفتقر إلى العوامل التي تساعد على تنميتها. لا يقتصر مفهوم الهجرة على الهجرة من دولة إلى أخرى. وبدلاً من ذلك، فإن الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن تشكل نفس الخطر، حيث أن الاكتظاظ السكاني في المدينة يزيد من معدلات البطالة، وبالتالي ينشر الفقر والجريمة.
- البطالة تعتبر مشكلة البطالة من أهم العوامل التي تزيد من حدة الفقر في الدولة، حيث يؤدي وجود عدد كبير من الأفراد الذين لا يجدون فرصة عمل مناسبة إلى انخفاض مستوى معيشتهم وانتشار بينهم الفقر. البلد، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع.